دعـــــــــوة للراحة

(تعالوا الى ياجميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم مت11-28)

لقد جاء الرب يسوع الى عالمنا متجسدا أخذ صورة العبد صائرا فى شبه الناس لكى يحر ر الأنسان من حكم الموت الذى صار على آدم وبنيه بسب الخطية وكان سببا فى طرده من الجنه وحرم من الحضرة الألهيه وكانت أيضا سبب فى تعبه وشقائه لأن الرب قال(بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك......... بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الأرض التى أخذت منها تك3: 17 -19) فالرب يسوع ينادى علينا تعالوا الى ياجميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا اريحكم فمن ماذا يريد ان يريحنا.

أولا: الراحة من الخطية

نحن نعلم أن أجرة الخطية موت وقد عجز الانسان على مر الأزمنه ان يستطيع ان يرفع هذا الحكم  لأن الجميع زاغوا وفسدوا وليس من يعمل صلاح ولا واحد وأيضا لم تستطع الذبائح الدمويه ان تكون هى الطريق الوحيد للخلاص من هذا الحكم فجاء السيد المسيح فى ملئ الزمان ليفدى كل الذين تحت ناموس الخطية فهل تاتى اليه الأن هو يناديك . لأنه ماذا تفعل الخطيه فى الأنسان ؟

1- تجعل الأنسان عريان وخجلان مــــــــثل         

آدم: نحن نعلم أن ابونا أدم كان فى جنه عدن أمام الله وهو لايعلم انه عريان رغم لم يكن عليه ثياب مثل ما حاول ان يصنع لنفسه من ورق التين فمتى عرف آدم أنه عريان ؟ عرف حينما أكل من الشجرة التى أوصاه الله ان لايأكل منها وكسر الوصيه وتعدى الله فأنكشفت عورته لأنه عرف الخطيه وفعلها وقد حاول آدم وأمرأتة ان يسترا أنفسهم فبائت كل محاولاتهم بالفشل  فتدخل الله فى الوقت المناسب وصنع لهما اقمصة من جلد  وأعطاهم الوعد بنسل المرأة الذى يسحق رأس الحيه فظل كل الجنس البشرى ينتظر ذاك الذى يستطيع أن يستر عورتنا ويرفع عنا حكم الموت . فهو موجود الأن يريد أت يكسوك بثوب البر ويعطيك حياة جديدة بدل الموت لآنه قال أتيت لكى تكون لهم حياة ويكون لهم أفضل فهل عرفت ماذا تفعل الخطيه . ارجوك لاتفعلها لكى تظل مستور بدم السيد المسيح الذى يريد أن يريحك منها فتعال اليه.

نـــــــــــوح

 لقد نجى الله نوح من دينونة الطوفان داخل الفلك وبعد خروجه من الفلك باركه الله هو وبنيه ولكن بعد أن أخذ البركه غرس كرما وعصر خمرا وشرب فتعرى هو أيضا ورأى عورته أبنه فجائت اللعنه على كنعان أبن أبنه فها أنت الان أبن البركه فهل تنسى انك كذلك وتشرب من خمر هذا العالم فأن فعلت هذا ستتعرى ويرى عريك الأخرين وتنال اللعنه من الله ومن كل من حولك فأرجوك تذكر دائما انك ابن البركه ولا تفعل ذلك.

ثانيـــــــــــا: تجعل الأنسان مطرود مــــــــثل قايــــــــين.

نحن نعلم ان الله حذر قايين قبل ان يرتكب هذا الجرم ويقتل هابيل أخيه وقال له (ان أحسنت أفلا رفع.وان لم تحسن فعند الباب خطيه رابة وأليك أشتياقها وأنت تسود عليها تك 4: 7) ولكن قايين لم يسمع وفعل الخطيه وصار مطرود من وجهه الارض وقال الله لقايين(متى عملت الآرض  لا تعود تعطيك قوتها.تائها وهاربا تكون فى الارض تك 4:12) ترى ماذا فعلت الخطيه فى قايين جعلته مطرود من وجهه الله وزرعت فى قلبه الخوف لانه يقول لله ان كل من يجدنى يقتلنى من كان فى الارض أن ذاك الا الحيوانات ولكن الخوف التى زرعته فيه الخطيه  جعلته خائف ترى ماذا تفعل الخطيه بك حين تفعلها.

ثــــــالثا: تجعل الانسان مريض ونجس

مــــــريم أخت موسى:    حين تكلمت هى وهرون على زوجة موسى وهذا لم يرضى الله فضربها بالبرص وطردت خارج المحله سبعة أيام ولولا ان موسى صلى وتشفع من أجلها لصارت نجسه ومريضه بهذا المرض المزمن فهل تعلم ان النميمه خطيه والله يعاقب عليها بالمرض والطرد فلا تتكلم عن الاخرين.عدد 12:9 – 15

جيـحــــــــزى: انت تعلم ان جيحزى كان غلام رجل الله اليشع وكان واقف أمامه باستمرار ولكن خطيته كانت حب المال والكذب  حيث ترك مكانه امام رجل الله وسعى وراء نعمان السريانى لكى يأخذ ذهب وفضه وحلل وثياب فكان نتيجة تلك الخطيه ان برص نعمان يلتصق به وبنسله الى الابد ونحن نعلم ان هذا البرص يجعل الانسان نجسا ومطرود حسب الشريعة فهل رأيت أخى الحبيب ماذا تفعل بك الخطيه تؤثر عليك وتحرمك وتسلبك مكانك  وتجعلك منبوذ ومطرود ومريض فهل تفعلها وتخسر مكانك يقول الكتاب المقدس (لان محبه المال أصل كل الشرور ان ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنو أنفسهم بأوجاع كثيرة 1تى6 : 10

عــــــــزيا الملك: كان عزيا ملكا ناجحا فى كل نواحى الحياة الاجتماعية والدينية والسياسيه وعمل أعمالا عظيمة وملك فى سن ست عشرة سنة حين ملك وملك أثنين وخمسون سنة فى أورشليم ......وعمل المستقيم فى عينى الرب.....وكان يطلب الله فى أيام زكريا الفاهم بمناظر الله وفى ايام طلبه الرب انجحه الله 1خ 26: 1- 15

 ولكنه لم يكتفى بذلك ويسعد بطلبه الرب ونجاحه فى كل شئ . بل لما أشتد أرتفع قلبه وخان الرب الهه ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور وحاول ثمانون من الكهنه ان يمنعوه عن فعل ذلك وقاوموه بشدة  وقالوا له ليس لك ان توقد ياعزيا ان توقد للرب بل للكهنه المقدسين للايقاد فحنق عزيا وغضب فخرج برص فى جبهته فاخرجوه وطردوه من هناك وأقام فى بيت المرض حتى مات. ترى ماهى خطيئه عزيا ؟ خطيئه عزيا الكبرياء

ومحاولته ان يأخذ وظيفه ليست له بل للمدعوين من الله فهذه الخطايا جعلته – مــريــض – مــــطرود – نجــس

فاذا كنت ناجحا فى خدمه ما وانجحك الرب  فلا يرتفع قلبك ولا تأخذ ما لم يدعوك الرب اليه والا تنال ماناله عزيا الملك.فهل عرفت ما تفعله الخطيه بالذى يسر بفعلها. فلا تفعلها.

رابعــا : تجعل الانسان مهزوم.

 عخـــــان بن كــــرمى :    لقد كان بنو أسرائيل منتصرين على أريحا انتصارا عظيما رغم ان أريحا كانت مدينة كبيرة وذلك بفضل سماعهم لأوامر الله وأمانتهم ولكن فى عاى المدينة الصغيرة انهزم بنو أسرائيل وانكسروا لدرجة ان يشوع مزق ثيابه وسقط على وجهه الى الارض أمام تابوت الرب الى المساء يش 7: 6

 فقال له الله فى وسطك حرام ياسرائيل . ماذا حدث ؟ حدث ان عخان أخذ من الحرام الذى قال لهم الرب لا تأخذوا منه وهورداء شنعاريا نفبسا ومئتى شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلا يش7: 21  فالذى فعله عخان انه سرق وأنكر ووضع فى أمتعته فكانت الهزيمه ثمن هذه الخطايا فلاتفعلها لكى تظل منتصرا وليس مهزوم من أعدائك وأسمع الى ما يوصيك الرب به.

شـــــمشون :  لماذا هزم  شمشون وقلعت عيناه ولعبوا به ورقص أمام اعدائه أليس الخطيه التى ارتكبها مع دليله وكشفه سر قوته . فالله أعطاك قوة فلا تفرط فيها تمسك بها لان شمشون كان نذير الرب وحين خدعته دليله قصت شعر رأسه ففارقته قوته وصار كواحد من الناس وهذا ماتفعله بك الخطيه تجعلك كواحد من الناس.فكان شمشون مميز وليس كالناس لان قوة الله فيه .وانت أيضا مميز لان الله فيك فلا تتهاون وتفقد تميزك عن الناس

تمسك بهذا التميز. ولكن شمشون نبت شعر رأسه وعادت له قوته فأنتقم لنفسه.

خـــامسا: تجعل الانسان مستعبد للشيطان

شــاول الملك: حين مسح صموئيل شاول الملك حل روح الرب على شاول وتنبأ بين بنى الأنبياء وكان الرب معه ولكن حين رفضه الرب بسب انه أخذ من الحرام وقدم ذبائح للرب ولم ينتظر صموئيل  فارقه روح الرب وبغته روح ردئ 1صم 15: 9  وقال صموئيل الى شاول هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما بأستماع صوت الرب.هوذا الاستماع افضل من الذبيحه والاصغاء أفضل من الكباش 1صم 15: 22  وقال الرب .ندمت على انى جعلت شاول ملكا لانه رجع من ورائى ولم يقم كلامى فهل تاخذ من الحرام وتقدم ذبيحه لله اوتقدمة الله لايقبل مثل هذه.

ســـادسا: يجعل الانسان مكروه من الله

أبناء عالى الكاهن: نعم الله يكره الخطيه والذى يفعل الخطيه فالذى فعله بنى عالى لم يرضى الله بل جعلت الله يرفضهم ويقول لعالى  انت تكرم بنيك علي    ( الان يقول الرب حاشا لى. فانى أكرم الذين يكرموننى والذين يحتقروننى يصغرون 1صم 2: 30 ) وكان قول الرب لعالى ايضا (وهذه لك علامة تأتى على أبنيك حفنى وفنيحاس.فى يوم واحد يموتان كلاهما 1صم 2 : 34 )  ففعل الرب بابناء عالى كما تكلم انهما ماتا فى الحرب وصل الخبر الى عالى فوقع من على الكرسى فانكسرت رقبته وذلك أجرة الخطيه وأستباحتها لان أبناء عالى كانوا مستبحين ولم يردعهم عالى أيضا.

ســــابعا: تجعل الانسان نهايته جهنم.

الغنى : نعم أجرة الخطيه موت والطرح فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت وهذا الغنى  الذى لم ينظر الى العازر المسكين المطروح عند باب بيته وهو يتلذذ ويتنعم بكل ملذات الحياة  ولم يفكر الا فى نفسه ولم يفكر فى أبديته كان يلبس الارجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها  وتقول كلمة الله (فما ت المسكين وحملته الملائكة الى حضن أبراهيم ومات الغنى ودفن. فرفع عينيه فى الهاوية وهو فى العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر فى حضنه لو 16 :19 -31) فكان مصير ذلك الغنى الذى كان غنيا عن الله عذاب فى اللهيب الابدى لانه يقول فى رؤ 14 : 11 ) فهل تتلذذ وتتنعم وتنسى أخوة الرب وتنسى ابديتك وتعيش لذاتك وشهواتك الله يدعوك تعالى اليه ويقول السيد المسيح أعملوا لا للطعام البائد بل أعملوا للطعام الباقى للحياة الابدية.

س : كيف نستريح من الخطيه؟

     1- قبول الرب يسوع فى حياتك مخلصا وفاديا.

    2- ممارسة وسائط النعمه وممارسة أسرار الكنيسة.

    3- اتباع التعليم الصحيح والتمسك بكلمه الله.

   4- تعلم الفضائل من السيد المسيح وابائنا والذين سبقونا مثل الوداعة التواضع  انكار الذات.وحمل الصليب.

  

ثانـــــيا: من هموم العالم

 نحن دائما نهتم بأمور كثيرة وهذه الامور تشغلنا عن الرب يسوع وعن خلاص نفوسنا  وهذا ماقاله الرب لمرثا(أنت تهتمين وتضطربين لاجل أمور كثيرة ولكن الحاجة الى واحد  لو 10 :41 ) ويقول السيد المسيح لا تهتموا بالغد وأنما الغد يهتم بما لنفسه ويكفى اليوم شره مت6: 33)   ويوجد لدينا أهتمامات كثيرة وكأننا وحدنا ولا يوجد معين ومدبر ىعين ضعفاتنا ويهنم بأمورنا وأليك بعض الامثله:

1-   1-   موسى حين دعاه الله ليذهب ليكلم فرعون. يقول موسى كيف اكلم فرعون ( فقال موسى للرب استمع ياسيد لست انا صاحب كلام منذ أمس ولا أول أمس ولا من حين كلمت عبدك بل أنا ثقيل اللسان) فقال له الرب من صنع للانسان فما او من يصنع اخرس أو اصم او بصيرا او أعمى أما هو انا الرب  اذهب وانا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به  خر 4 : 10 – 12 )

2 – أيليا كيف يأكل فى أيام الجوع

نحن نعلم ان ايليا طلب من الله ان لا تنزل مطر على الارض بسب الشر الذى كان يفعلونه بنى أسرائيل ولكن ايليا تسائل فى نفسه كيف أعيش وأكل وهذا أهتمام الجسد فيقول السيد اناهتمام الجسد عداوة فكيف لرجل الله ان يهتم والله يقول لنا اننا لانهتم فهو يعولنا وهذا ما فعله الله مع ايليا ( قم اذهب واتجه نحو المشرق عند نهر كريث ......فتشرب من النهر وقد امرت الغربان تعولك 1مل 17 :3 -6 وكانت الغربان تاتى اليه بلحم وخبز صباحا ولحم وخبز مساءا) هذه هى عناية الله  لانه قال(لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون اوبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون...........لان ابوكم السماوى يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها مت6 :25 -34 ) فالله يدعونا ان لا نهتم هو يريد ان يريحنا من هذه الهموم لان كل الامم تطلب هذه.

3- هموم حزقيا الملك من تهديدات سنحاريب.

 أهتم حزقيا كثيرا ماذا يفعل مع تهديدات سنحاريب فيقول( هذا اليوم شدة وضيق وتأديب وأهانه. لان الأجنه دنت الى المولد ولا قوة للولادة 2 مل 19 : 3) ولكن لما التجأ الى الله وأخذ الرسائل ونشرها أمام الرب  وصلى الى الله فأرسل الله ملاك الرب اذ يقول( وكان فى تلك اليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مئة الف وخمسة وثمانون الفا .ولما بكروا صباحا اذا هم جثث ميته2 مل 19 35) فلا تهتم اذا التف حولك اعدائك او هددوك فالله يحارب عنك فألتجأ اليه.

وهناك الكثير من الامثله الله يريد ان يريحك من همومك واتعابك والقى همك عليه وهو يهتم بك لآجل ذلك يقول الرسول بولس(لاتهتموا بشئ بل فى كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله ..فيلبى 4 : 6 )

والله السلام يحفظ قلوبكم وأفكاركم فى المسيح يسوع.

والمجد لله دائما والى الأبد أمــــــــــــــــــــــــــين.